أهم الأخطاء التي يقع فيها المبتدئون في الدروبشيبينغ وكيف تتجنبها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الكثير من أصحاب متاجر الدروبشيبنج، سواء كانوا مبتدئين أو حتى لديهم بعض الخبرة، يطرحون نفس السؤال: "متجري جاهز، المنتجات مضافة، التصميم جميل… لكن لا توجد مبيعات. ما السبب؟"
في الحقيقة، أغلب الوقت يكون السبب واحدًا من سبعة أخطاء شائعة يقع فيها روّاد الأعمال في مجال الدروبشيبنج، وتؤثر بشكل مباشر على نجاح المتجر وربحيته. في هذه التدوينة سنمرّ على هذه الأخطاء واحدًا واحدًا، مع أمثلة واقعية، حتى تكون لديك صورة واضحة وتتفادى الوقوع فيها قدر الإمكان.

الخطأ الأول: إنشاء المتجر ثم عدم القيام بأي شيء

من المغري جدًا أن تنشئ متجرًا إلكترونيًا، ثم تجلس منتظرًا أن تأتي الطلبات وحدها، وكأن الأمر "دخل سلبي" بدون أي

 جهد. 

الواقع مختلف تمامًا:
عدم التسويق = عدم وجود زيارات.
عدم وجود زيارات = لا مبيعات.
لا مبيعات = لا أرباح.
قد يكون متجرك:
مصممًا باحترافية،
شكله جميل ومنظم،
لكن بدون تسويق حقيقي سيبقى مجرد موقع جميل لا يزوره أحد.

مثال بسيط:
أحد أعضاء فريق عمل في مجال التجارة الإلكترونية أنشأ متجرًا ممتازًا من حيث الشكل، ثم تركه شهرين كاملين دون أي ترويج، ولم يحقق ولا عملية بيع واحدة.
بعد أن بدأ في تجربة بعض أساليب التسويق على إنستغرام، وبنى جمهورًا مهتمًا، بدأت الطلبات والأرباح في الظهور بشكل واضح.

الخلاصة:
إن لم تبذل جهدًا أو تستثمر وقتًا ومالًا في التسويق، فلا تنتظر أن يهبط الدخل من السماء.

الخطأ الثاني: اختيار نيتش واسع جدًّا

اختيار المجال (النيتش) من أصعب القرارات في بداية الدروبشيبنج، وكثيرون يقعون في نفس الفخ:
"سأفتح متجر ملابس: رجالي، حريمي، أطفال، بيبيهات… كل شيء!"
بهذه الطريقة يتحوّل متجرك إلى سوبر ماركت ضخم بلا هوية.
المشكلة في النيتش الواسع:
على مستوى المنتجات:
ستجد آلاف المنتجات على منصات مثل علي إكسبريس، وستغريك كثرتها.
تضيف الكثير منها إلى متجرك، لكن… كيف ستسوق لها جميعًا؟ ولمن بالضبط؟
على مستوى السيو (تحسين محركات البحث):
الكلمات العامة مثل "ملابس" أو "Clothes" عليها منافسة شرسة.
من الصعب جدًا أن تنافس متاجر كبيرة مستقرة منذ سنوات على نفس الكلمات.
لهذا السبب، اختيار نيتش واسع جدًا في البداية غالبًا ما يكون خيارًا سيئًا.
الأفضل:
اختيار مايكرو نيتش واضح ومحدد، مثل:
ملابس رياضية للنساء،
إكسسوارات لمحبي الحيوانات الأليفة،
أدوات خاصة بالطبخ الصحي… إلخ.
كلما كان النيتش محددًا، كان التسويق أسهل، واستهداف الجمهور أدق، والمنافسة أقل.

الخطأ الثالث: تجاهل معرفة الجمهور المستهدف

أي متجر إلكتروني لا يقوم على فهم واضح للجمهور هو متجر يمشي وهو مغمّض العينين.
قبل أن تفكر في:
النيتش،
المنتجات،
طريقة الإعلان،
يجب أن تسأل نفسك:
من هو العميل الذي أستهدفه؟
ما عمره التقريبي؟
أين يعيش؟
ما اهتماماته؟
ما مشكلته التي يحاول المنتج حلّها؟
الكثير من أصحاب المتاجر يقعون في خطأ:
تخمين شخصية العميل واهتماماته بدون أي بحث،
الاعتماد على الانطباع الشخصي بدل الاعتماد على بيانات حقيقية أو مراجعات عملاء.
والنتيجة:
قرارات تسويقية غريبة،
إعلانات لا تصل إلى الناس المناسبين،
إنفاق أموال على حملات لا تعود بأي جدوى.
من مصادر معرفة جمهورك:
مراجعات العملاء (ريفيوهات) للمنتجات المشابهة لمنتجاتك.
إحصائيات المتجر (Analytics) بعد تشغيله لبعض الوقت.
أدوات تحليل الجمهور في منصات التواصل الاجتماعي.
كلما عرفت جمهورك بشكل أفضل، كانت رسالتك التسويقية أقوى، وإعلاناتك أكثر فاعلية.

الخطأ الرابع: اختيار طرق تسويق ضعيفة أو عشوائية

إذا لم تكن لديك صورة واضحة عن جمهورك وعن السوق، فمن الطبيعي أن تكون إستراتيجيتك التسويقية عشوائية.
بعض الأخطاء الشائعة في التسويق:
استهداف الجميع
الإعلان موجّه "للجميع"، بلا تحديد لفئة عمرية، أو اهتمامات، أو بلد.
في النهاية، يصل الإعلان لأشخاص غير مهتمين بما تبيع، حتى لو دفعوا بعض الزيارات لمتجرك.
اختيار منصات غير مناسبة
ربما يكون منتجك مناسبًا أكثر لإنستغرام، لكنك تصر على التسويق في منصة أخرى لا يتواجد فيها جمهورك.
أو تضع إعلانات على منصات متعددة دون التأكد إن كان هذا النيتش ينجح فيها أو لا.
الاكتفاء بمنصة واحدة لفترة طويلة
صاحب متجر قد يبقى سنوات يعتمد على منصة واحدة فقط (مثلاً فيسبوك)،
بينما قد يجد نتائج أفضل على منصة أخرى لو جرّبها.
عدم إجراء أي اختبارات
لا يوجد اختبار لشرائح مختلفة من الجمهور،
ولا لمنتجات مختلفة داخل نفس النيتش،
ولا حتى لصيغ متعددة للإعلان الواحد (صور، نصوص، عناوين).
بدون تجارب واختبارات، من الصعب أن تعرف:
أي منصة أنسب لمتجرك،
وأي نوع إعلان يعطيك أفضل عائد مقابل ما تنفقه.

الخطأ الخامس: عدم الاستفادة من أدوات التسويق الآلي

اليوم يتوفر الكثير من الأدوات التي تساعدك على:
جدولة المنشورات،
تنظيم المحتوى،
النشر التلقائي في أكثر من منصة،
لكن أغلب أصحاب متاجر الدروبشيبنج يعتمدون على النشر اليدوي فقط، وهذا يستهلك وقتًا كبيرًا ويجعلهم يتغاضون عن منصات أخرى.
مثال:
يمكنك جدولة منشوراتك على فيسبوك وإنستغرام لأيام أو حتى أسابيع قادمة،
فتضمن وجود حركة مستمرة على صفحاتك،
بينما تفرغ أنت للعمل على أمور أخرى مثل تحسين المتجر أو إعداد الحملات الإعلانية.
عدم استخدام أدوات التسويق الآلي يجعل يومك محدودًا في 24 ساعة،
بينما هذه الأدوات تضاعف من حضورك دون أن تضاعف من مجهودك.

الخطأ السادس: تجاهل ضبط السيو للمتجر والمنتجات

تحسين محركات البحث (SEO) ليس رفاهية، بل استثمار طويل المدى.
كثيرون يظنون أن السيو شيء يمكن تجاهله، أو أنه لا يهم ماداموا يعتمدون على الإعلانات المدفوعة فقط.
لكن في الحقيقة:
ضبط سيو المتجر،
وضبط سيو الصفحات والمنتجات،
يمنحك:
زيارات مجانية على المدى البعيد،
وفرصة للظهور في محركات بحث مختلفة،
حتى في محركات بحث أقل شهرة أو بلغات أخرى.

تجربة شخصية:

بعد فترة من ضبط السيو في أحد المتاجر،
بدأت تأتي زيارات ومبيعات من محركات بحث لم أكن أعرفها أصلًا،
بعضها روسي وبعضها صيني، ومع ذلك تحولت هذه الزيارات إلى عملاء حقيقيين.
من الخطأ أن:
تبني متجرًا كاملاً دون أي خطة للسيو،
أو دون الاهتمام بالكلمات المفتاحية، وصف المنتجات، عناوين الصفحات، وسرعة الموقع.
حتى لو لم تكن النتائج فورية،
فمع الوقت يصبح السيو مصدرًا مهمًا للزيارات والمبيعات بدون تكلفة إعلانية مباشرة.

الخطأ السابع: الإهمال في التعلم المستمر

من أخطر الأخطاء في الدروبشيبنج أن:
تكتفي بما تعرفه الآن، ولا تحاول تطوير نفسك أو تعلم ما ينقصك.
مجال التجارة الإلكترونية والدروبشيبنج يتغير بسرعة:
منصات جديدة،
سياسات إعلانية تتغير،
اتجاهات جديدة في المنتجات،
طرق مختلفة في جذب الجمهور.
من غير المنطقي أن:
تعتمد على التجربة العمياء فقط،
أو تكرر نفس الأخطاء دون محاولة فهم السبب.
اليوم تتوفر:
دورات مجانية ومدفوعة،
مقالات،
فيديوهات تعليمية،
تشرح بالتفصيل:
اختيار النيتش،
بناء المتجر،
التسويق بالمدفوع والمجاني،
تحسين السيو،
التعامل مع العملاء… إلخ.
كل صاحب متجر ناجح مرّ بصعوبات،
لكن الفرق أن:
البعض يتوقف عند المشكلة،
والبعض الآخر يبحث، يقرأ، يتعلم، ويجرب مرة أخرى.

خاتمة: تجنب الأخطاء… خطوة أولى نحو متجر ناجح

لو فكرت في حالك الآن، ستجد على الأغلب أنك وقعت في واحد على الأقل من هذه الأخطاء السبعة:
إنشاء المتجر ثم تركه بدون تسويق.
اختيار نيتش واسع جدًا وغير محدد.
عدم معرفة جمهورك المستهدف.
اختيار طرق تسويق ضعيفة أو عشوائية.
تجاهل أدوات النشر والتسويق الآلي.
إهمال السيو للمتجر والمنتجات.
عدم الاستثمار في التعلم والتطوير.
المطلوب منك الآن ليس أن تحزن أو تندم،
بل أن تبدأ من هذه اللحظة في:
تصحيح مسارك،
التركيز على نيتش محدد،
فهم جمهورك،
تجربة طرق تسويق مختلفة،
ضبط السيو،
وتخصيص جزء من وقتك لتعلم شيء جديد في مجالك كل أسبوع.
بهذه الخطوات، ومع الصبر والاستمرارية، يمكن لمتجر الدروبشيبنج الخاص بك أن يتحول من متجر "شكلي" بلا مبيعات، إلى مشروع حقيقي يحقق دخلاً ثابتًا بإذن الله.

تعديل المقال